قسم التفسير

ج- سورة الفاتحة وتفسيرها:
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 1 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 3 مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ 4 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 5 اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ 6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ 7﴾ [سورة الفاتحة: 1 - 7].
التفسير:

سُمِّيت سورة الفاتحة؛ لافتتاح كتاب الله بها.
1- ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 1﴾ باسم الله أبدأ قراءة القرآن، مستعينًا به تَعَالَى متبركًا بذكر اسمه.
﴿الله﴾ أي: المعبود بحق، ولا يسمى به غيره سُبْحَانَهُ.
﴿الرَّحْمَن﴾ أي: ذو الرحمة الواسعة التي وسعت رحمته كل شيء.
﴿الرَّحِيم﴾ أي: ذو الرحمة بالمؤمنين.
2- ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2﴾ أي: جميع أنواع المحامد والكمال لله وحده.
3- ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 3﴾ أي: ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء، وذو الرحمة الواصلة للمؤمنين.
4- ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ 4﴾: هو يوم القيامة.
5- ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 5﴾ أي: نعبدك وحدك ونستعين بك وحدك.
6- ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ 6﴾: وهو الهداية إلى الإسلام والسُّنَّة.
7- ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ 7﴾ أي: طريق عباد الله الصالحين من الأنبياء ومن تبعهم، غير طريق النصارى واليهود.
-ويسن أن يقول بعد قراءتها: (آمين) أي: استجب لنا.

ج- سورة الزلزلة وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا 1 وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا 2 وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا 3 يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا 4 بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا 5 يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ 6 فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ 7 وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ 8﴾ [سورة الزلزلة: 1 - 8].
التفسير:

1- ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا 1﴾: إذا حُرِّكت الأرض التحريك الشديد الَّذي يحدث لها يوم القيامة.
2- ﴿وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا 2﴾: وأخرجت الأرض ما في بطنها من الموتى وغيرهم.
3- ﴿وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا 3﴾: وقال الإنسان متحيِّرًا: ما شأن الأرض تتحرك وتضطرب؟!
4- ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا 4﴾: في ذلك اليوم العظيم تخبر الأرض بما عمل عليها من خير وشرّ.
5- ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا 5﴾: لأن الله أعلمها وأمرها بذلك.
6- ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ 6﴾: في ذلك اليوم العظيم، الَّذي تتزلزل فيه الأرض، يخرج الناس من موقف الحساب فِرَقًا؛ ليشاهدوا أعمالهم التي عملوها في الدنيا.
7- ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ 7﴾: فمن يعمل وزن نملةٍ صغيرة من أعمال الخير والبرّ؛ يره أمامه.
8- ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ 8﴾: ومن يعمل وزنها من الأعمال الشرّيرة؛ يره أمامه.

ج- سورة العاديات وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا 1 فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا 2 فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا 3 فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا 4 فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا 5 إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ 6 وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ 7 وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ 8 أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ 9 وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ 10 إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ 11﴾ [سورة العاديات: ١ - ١١].
التفسير:

١- ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا 1﴾: أقسم الله بالخيل التي تجري حتى يُسْمَع لنَفَسِها صوتٌ من شدة الجري.
٢- ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا 2﴾: وأقسم بالخيل التي تُوقِد بحوافرها النار إذا لامست بها الصخور لشدة وقعها عليها.
٣- ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا 3﴾: وأقسم بالخيل التي تُغِير على الأعداء وقت الصباح.
٤- ﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا 4﴾: فحركن بجريهنّ غبارًا.
٥- ﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا 5﴾: فتوسّطن بفوارسهنّ جَمْعًا من الأعداء.
٦- ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ 6﴾: إن الإنسان لمَنُوع للخير الذي يريده منه ربه.
٧- ﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ 7﴾: وإنه على منعه للخير لشاهد، لا يستطيع إنكار ذلك لوضوحه.
٨- ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ 8﴾: وإنه لفرط حبه للمال يبخل به.
٩- ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ 9﴾: أفلا يعلم هذا الإنسان المغترّ بالحياة الدنيا إذا بعث الله ما في القبور من الأموات وأخرجهم من الأرض للحساب والجزاء أن الأمر لم يكن كما كان يتوهم؟!
١٠- ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ 10﴾: وأُبْرِز وبُيِّن ما في القلوب من النيات والاعتقادات وغيرها.
١١- ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ 11﴾: إن ربهم بهم في ذلك اليوم لخبير، لا يخفى عليه من أمر عباده شيء، وسيجازيهم على ذلك.

ج- سورة القارعة وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿الْقَارِعَةُ 1 مَا الْقَارِعَةُ 2 وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ 3 يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ 4 وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ 5 فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ 6 فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ 7 وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ 8 فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ 9 وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ 10 نَارٌ حَامِيَةٌ 11﴾ [سورة القارعة: ١ - ١١].
التفسير:

١- ﴿الْقَارِعَةُ 1﴾: الساعة التي تقرع قلوب الناس لعظم هولها.
٢- ﴿مَا الْقَارِعَةُ 2﴾: ما هذه الساعة التي تقرع قلوب الناس لعظم هولها؟!
٣- ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ 3﴾: وما أعلمك -أيها الرسول - ما هذه الساعة التي تقرع قلوب الناس لعظم هولها؟! إنها يوم القيامة.
٤- ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ 4﴾: يوم تقرع قلوب الناس يكونون كالفراش المُنْتَشِر المتناثر هنا وهناك.
٥- ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ5﴾: وتكون الجبال مثل الصوف المَندُوف في خفة سيرها وحركتها.
٦- ﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ 6﴾: فأما من رجحت أعماله الصالحة على أعماله السيئة.
٧- ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ 7﴾: فهو في عيشة مرضية ينالها في الجنة.
٨- ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ 8﴾: وأما من رجحت أعماله السيئة على أعماله الصالحة.
٩- ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ 9﴾: فمسكنه ومستقرّه يوم القيامة هو جهنم.
١٠- ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ 10﴾: وما أعلمك - أيها الرسول - ما هي؟!
١١- ﴿نَارٌ حَامِيَةٌ 11﴾: هي نار شديدة الحرارة.

ج- سورة التكاثر وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ 1 حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ 2 كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 3 ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 4 كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ 5 لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ 6 ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ 7 ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [سورة التكاثر: ١ - ٨].
التفسير:

١- ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ 1﴾: شغلكم - أيها الناس - التفاخر بالأموال والأولاد عن طاعة الله.
٢- ﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ 2﴾: حتى متُّم ودخلتم قبوركم.
٣- ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 3﴾: ما كان لكم أن يشغلكم التفاخر بها عن طاعة الله، سوف تعلمون عاقبة ذلك الانشغال.
٤- ﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 4﴾: ثم سوف تعلمون عاقبته.
٥- ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ 5﴾: حقًّا لو أنكم تعلمون يقينًا أنكم مبعوثون إلى الله، وأنه سيجازيكم على أعمالكم، لما انشغلتم بالتفاخر بالأموال والأولاد.
٦- ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ 6﴾: والله لتشاهدنّ النار يوم القيامة.
٧- ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ 7﴾: ثم لتشاهدنها مشاهدة يقين لا شك فيه.
٨- ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾: ثم ليسألنّكم الله في ذلك اليوم عما أنعم به عليكم من الصحة والغنى وغيرهما.

ج- سورة العصر وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿وَالْعَصْرِ 1 إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2 إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ 3﴾ [سورة العصر: 1 - 3].
التفسير:

1- ﴿وَالْعَصْرِ 1﴾: أقسم سُبْحَانَهُ بالزمان.
2- ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2﴾: أي: كل الإنسان في نقصان وهلاك.
3- ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ 3﴾: إلا من آمن وعمل صالحًا، ومع ذلك دعوا إلى الحق وصبروا عليه، فهؤلاء هم الناجون من الخسارة.

ج- سورة الهمزة وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ 1 الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ 2 يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ 3 كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ 4 وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ 5 نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ 6 الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ 7 إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ 8 فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ 9﴾ [سورة الهمزة: ١ - ٩].
التفسير:

١- ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ 1﴾: وبال وشدة عذاب لكثير الاغتياب للناس، والطعن فيهم.
٢- ﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ 2﴾: الذي همّه جمع المال وإحصاؤه، لا همَّ له غير ذلك.
٣- ﴿يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ 3﴾: يظن أن ماله الذي جمعه سينجيه من الموت، فيبقى خالدًا في الحياة الدنيا.
٤- ﴿كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ 4﴾: ليس الأمر كما تصوّر هذا الجاهل، ليطرحنّ في نار جهنم التي تدق وتكسر كل ما طُرِح فيها لشدة بأسها.
٥- ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ 5﴾: وما أعلمك - أيها الرسول - ما هذه النار التي تحطم كل ما طُرِح فيها؟!
٦- ﴿نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ 6﴾: إنها نار الله المستعرة.
٧- ﴿الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ 7﴾: التي تنفذ من أجسام الناس إلى قلوبهم.
٨- ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ 8﴾: إنها على المُعَذَّبين فيها مغلقة.
٩- ﴿فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ 9﴾: بعَمَد ممتدة طويلة حتى لا يخرجوا منها.

ج- سورة الفيل وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ 1 أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ 2 وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ 3 تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ 4 فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ 5﴾ [سورة الفيل: ١ - ٥].
التفسير:

١- ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ 1﴾: ألم تعلم - أيها الرسول - كيف فعل ربك بأبْرَهَة وأصحابه أصحاب الفيل حين أرادوا هدم الكعبة؟!
٢- ﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ 2﴾: لقد جعل الله تدبيرهم السيئ لهدمها في ضياع، فما نالوا ما تمنّوه من صرف الناس عن الكعبة، وما نالوا منها شيئًا.
٣- ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ 3﴾: وبَعَث عليهم طيرًا أتتهم جماعات جماعات.
٤- ﴿تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ 4﴾: ترميهم بحجارة من طين مُتَحَجِّر.
٥- ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ 5﴾: فجعلهم الله كورق زرع أكلته الدوابّ وداسته.

ج- سورة قريش وتفسرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ 1 إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ 2 فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ 3 الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ 4﴾ [سورة قريش: ١ - ٤].
التفسير:

١- ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ 1﴾: المراد بذلك ما كانوا يألفونه من الرحلة في الشتاء والصيف.
٢- ﴿إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ 2﴾: رحلةَ الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام آمنين.
٣- ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ 3﴾: فليعبدوا الله ربّ هذا البيت الحرام وحده، الذي يسَّر لهم هذه الرحلة، ولا يشركوا به أحدًا.
٤- ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ 4﴾: الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف، بما وضع في قلوب العرب من تعظيم الحرم، وتعظيم سكانه.

ج: سورة الماعون وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ 1 فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ 2 وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ 3 فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ 4 الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ 5 الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ 6 وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ 7﴾ [سورة الماعون: ١ - ٧].
التفسير:

١- ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ 1﴾: هل عرفت الذي يكذب بالجزاء يوم القيامة؟!
٢- ﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ 2﴾: فهو ذلك الذي يدفع اليتيم بغلظة عن حاجته.
٣- ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ 3﴾: ولا يحثّ نفسه، ولا يحث غيره على إطعام الفقير.
٤- ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ 4﴾: فهلاك وعذاب للمصلِّين.
٥- ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ 5﴾: الذين هم عن صلاتهم لاهون، لا يبالون بها حتى ينقضي وقتها.
٦- ﴿الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ 6﴾: الذين هم يراؤون بصلاتهم وأعمالهم، لا يخلصون العمل لله.
٧- ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ 7﴾: ويمنعون إعانة غيرهم بما لا ضرر في الإعانة به.

ج: سورة الكوثر وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ 1 فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ 2 إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ 3﴾ [سورة الكوثر: ١- ٣].
التفسير:

١- ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ 1﴾: إنا آتيناك - أيها الرسول - الخير الكثير، ومنه نهر الكوثر في الجنة.
٢- ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ 2﴾: فأدّ شكر الله على هذه النعمة، أن تصلي له وحده وتذبح، خلافًا لما يفعله المشركون من التقرّب لأوثانهم بالذبح.
٣- ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ 3﴾: إن مُبْغِضك هو المنقطع عن كل خير المَنسِي الذي إن ذُكِر ذُكِر بسوء.

ج: سورة الكافرون وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ 1 لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ 2 وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 3 وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ 4 وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 5 لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ 6﴾ [سورة الكافرون: ١ - ٦].
التفسير:

١- ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ 1﴾: قل - أيها الرسول -: يا أيها الكافرون بالله.
٢- ﴿لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ 2﴾: لا أعبد في الحال ولا في المستقبل ما تعبدون من الأصنام.
٣- ﴿وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 3﴾: ولا أنتم عابدون ما أعبده أنا، وهو الله وحده.
٤- ﴿وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ 4﴾: ولا أنا عابد ما عبدتم من الأصنام.
٥- ﴿وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 5﴾: ولا أنتم عابدون ما أعبده أنا، وهو الله وحده.
٦- ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ 6﴾: لكم دينكم الذي ابتدعتموه لأنفسكم، ولي ديني الذي أنزله الله عليّ.

ج: سورة النصر وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ 1 وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا 2 فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا 3﴾ [سورة النصر: ١ - ٣].
التفسير:

١- ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ 1﴾: إذا جاء نصر الله لدينك - أيها الرسول - وإعزازه له، وحدث فتح مكة.
٢- ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا 2﴾: ورأيت الناس يدخلون في الإسلام وفدًا بعد وفد.
٣- ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا 3﴾: فاعلم أن ذلك علامة على قرب انتهاء المهمة التي بُعِثْتَ بها، فسبِّح بحمد ربك، شكرًا له على نعمة النصر والفتح، واطلب منه المغفرة، إنه كان توابًا يقبل توبة عباده، ويغفر لهم.

ج: سورة المسد وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ 1 مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ 2 سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ 3 وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ 4 فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ 5﴾ [سورة المسد: ١ - ٥].
التفسير:

١- ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ 1﴾: خسرت يدا عم النبي ﷺ ، أبي لهب بن عبد المطلب بخسران عمله، إذ كان يؤذي النبي ﷺ ، وخاب سعيه.
٢- ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ 2﴾: أيّ شيء أغنى عنه ماله وولده؟ لم يدفعا عنه عذابًا، ولم يجلبا له رحمة.
٣- ﴿سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ 3﴾: سيدخل يوم القيامة نارًا ذات لهب، يقاسي حرّها.
٤- ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ 4﴾: وستدخلها زوجته أم جميل التي كانت تؤذي النبي ﷺ ، بإلقاء الشوك في طريقه.
٥- ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ 5﴾: في عنقها حبل مُحْكَم الفَتْل تساق به إلى النار.

ج- سورة الإخلاص وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 1 اللَّهُ الصَّمَدُ 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ 3 وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ 4﴾ [سورة الإخلاص: 1 - 4].
التفسير:

1- ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 1﴾: قل -يا أيها الرسول-: هو الله لا إله غيره.
2- ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ 2﴾: أي: ترفع إليه حاجات الخلق.
3- ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ 3﴾: فلا ولد له سُبْحَانَهُ ولا والد.
4- ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ 4﴾: ولم يكن له مماثل من خلقه.

ج- سورة الفلق وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ 1 مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ 2 وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ 3 وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ 4 وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ 5﴾ [سورة الفلق: 1 - 5].
التفسير:

1- ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ 1﴾: قل - يا أيها الرسول -: أعتصم بربّ الصبح، وأستجير به.
2- ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ 2﴾: من شرّ ما يؤذي من المخلوقات.
3- ﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ 3﴾: وأعتصم بالله من الشرور التي تظهر في الليل من دواب ولصوص.
4- ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ 4﴾: وأعتصم به من شرّ السواحر اللائي يَنْفُثْن في العُقَد.
5- ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ 5﴾: ومن شر حاسد مبغض للناس إذا حسدهم على ما وهبهم الله من نِعَم، يريد زوالها عنهم، وإيقاع الأذى بهم.

ج- سورة الناس وتفسيرها:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِمِ
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 1 مَلِكِ النَّاسِ 2 إِلَهِ النَّاسِ 3 مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ 4 الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ 5 مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ 6﴾ [سورة الناس: 1 - 6].
التفسير:

1- ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 1﴾: قل -يا أيها الرسول-: أعتصم برب الناس، وأستجير به.
2- ﴿مَلِكِ النَّاسِ 2﴾: يتصرف فيهم بما يشاء، لا مالك لهم غيره.
3- ﴿إِلَهِ النَّاسِ 3﴾: معبودهم بحقّ، لا معبود لهم بحق غيره.
4- ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ 4﴾: من شرّ الشيطان الَّذي يلقي وسوسته إلى الناس.
5- ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ 5﴾: يلقي بوسوسته إلى قلوب الناس.
6- ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ 6﴾ أي: الموسوس يكون من الإنس ويكون من الجن.